المقدم زايد بن حمد الجنيبي
مدير كلية الشرطة
يُعد التدريب العسكري أحد الأركان الأساسية في إعداد منتسبي الأجهزة الشرطية، لذلك تحرص الأكاديميات والكليات الشرطية على تخصيص مساحة كافية له في برامجها التدريبية وتوليه عناية فائقة، ويشمل التدريب العسكري الحركات الميدانية المختلفة الفردية والجماعية، كالمشاة والسلام والنظر والتحية والتهيؤ والاستراحة .. وغيرها ، كما يشمل كذلك مهارات التعامل مع الأسلحة مثل الفك والتركيب وكيفية استخدام الاسلحة وضوابطها والرماية، وعادة ما يسبق تنفيذ برامج التدريب العسكري برنامج الإعداد البدني بهدف رفع مستوى اللياقة البدنية والجاهزية للمتدرب لتهيئته لخوض غمار التدريبات العسكرية.
والتدريب العسكري ليس مجرد حركات عسكرية تؤدى بشكل قوي ومتناسق بغرض الاستعراض، وإنما هو وسيلة فاعلة لتحقيق العديد من الأهداف والغايات ، فالتدريب العسكري يعمل على خلق نوع من التوافق بين العقل والجسد لدى المتدرب ، كما يسهم في تهذيب السلوك وترويض النفس والسيطرة على الانفعالات ، بالإضافة إلى تكريس الطاعة في تنفيذ الأوامر واحترام المواعيد وتقديس النظام وتعميق قواعد الضبط والربط العسكري، فضلاً عن ذلك فأن التدريب العسكري يعّود النفس على الصبر والتحمل وينمي سرعة البديهة، ويعمل على غرس قيم الانضباط والولاء والإقدام والعمل الجماعي وتعزيز الثقة بالنفس ، وبالتالي يسهم في بناء الشخصية العسكرية الفاعلة.
وإيمانا من القيادة العامة للشرطة وعلى رأسها معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك الموقر بأهمية التدريب العسكري، ودوره الفاعل في بناء شخصية وسلوكيات رجل الشرطة ، فقد حظي التدريب العسكري باهتمام بالغ من لدن معاليه ، ويتجلى ذلك الاهتمام في الإشراف والمتابعة المستمرة لكل الجوانب المتعلقة بالتدريب العسكري، والحرص على حضور الفعاليات والمناشط التدريبية المختلفة، كما يتبدى اهتمام القيادة العامة للشرطة بالتدريب العسكري من خلال تضمين البرامج التدريبية لكل الدورات التي تلتحق بالأكاديمية حصص يومية في التدريب العسكري، تتّوج بتقديم استعراض جماعي ، بالإضافة إلى إنشاء ميادين للتدريب العسكري ضمن المرافق الأساسية في جميع المنشآت الشرطية الحديثة ، فضلاً عن استحداث بطولة سنوية للمشاة بين تشكيلات شرطة عمان السلطانية، كل ذلك يشكل دلالة واضحة على الاهتمام الكبير بالتدريب العسكري في جهاز الشرطة ، إدراكاً لأهميته وأثره في إنجاح العمل الشرطي.