الدكتور جاسم محمد الشيخ
مستشار ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي
أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة
بات دور وسائل الإعلام، وأثرها في الحياة اليومية، حقيقة ملموسة تتصاعد وتائرها وسعتها من حيث الفاعلية والتأثير في مختلف المجالات. وبغض النظر عن الاغراض التي تؤديها وسائل الاعلام، كونها مصدرا للمعلومات، ووسائلا للتواصل وتبادل الاراء والافكار، وللتسلية والدعوة والارشاد، فان الاعلام أصبح أداة لتنفيذ سياسات وخطط مختلف القطاعات، سواء الحكومية منها والخاصة، أو على صعيد المنظمات والافراد.
هذا الدور، اخذ بعدا خطيرا، في ظل المتغيرات التي طرأت على وسائل الاعلام، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تنافس وسائل الاعلام التقليدية ولتحدث نقلة نوعية وجوهرية في بنية وسائل الاعلام، التي أصبحت مراتبطة وعابرة للحدود وفي متناول الجميع، وبعيدة عن السيطرة والتحكم.
وإذا ما أخذنا جهاز الشرطة، على سبيل المثال، فأن التعامل مع وسائل الاعلام وأستثمارها لتحقيق أهداف هذا الجهاز، أمست ضرورة لامفر منها لتنفيذ العديد من المهام والواجبات، سواء على صعيد التوعية والارشاد أو في مجال حماية المجتمع وتحصينه، ناهيك عن الدور الذي تقوم به لتحقيق التواصل الفاعل مع الجمهور الداخلي (منتسبي الجهاز) أو الجمهور الخارجي (المجتمع ومنظماته).
هذه المهارات يتم اكتسابها عن طريقين:
اولا: الجانب الشخصي، الذي يعتمد على الضابط الذي توكل أليه مهمة التعامل مع وسائل الاعلام، من حيث توفر الرغبة والاستعداد، أضافة الى العناصر التالية:
- الثقافة العامة، التي تتطلب القراءة والمتابعة لمختلف الجوانب التي تخص الدولة وسياستها ومنهجها وكذلك فهم المجمتع وثوابته ومعتقداته.
- الثقافة (المهنية) الخاصة، التي تتطلب ألماما واسعا بمهمام جهاز الشرطة واداراته وواجباته.
- الدقة والالتزام، وحسن المظهر واللباقة في الحديث، لأن الضابط هنا لايمثل نفسه وأنما يمثل جهاز الشرطة ويعكس صورته.
ثانيا: التدريب والتطوير، من خلال الاشتراك في الدورات والاطلاع المستمر ومتابعة التغييرات التي تطرأ على وسائل الاعلام من حيث، تقنياتها وفاعليتها، والجديد منها.والتدريب هنا يكون ضمن نسقين، الاول منهجي وهو من أختصاص الجهة الادارية التي ينتمي أليها، والثاني، على المستوى الشخصي الذي يتطلب المتابعة المستمره، والاستفادة من جميع المصادر المتاحة، بما فيها المنشورة في وسائل الاعلام أو على شبكة الانترنت.
المهارات المطلوبة
- مهارة اعداد الرسالة الاعلامية، من حيث بنائها وصياغتها، وتجنب الغموض الذي قد يكتنفها، حتى تصل الرسالة بوضوح وتحقق الهدف منها.
- مهارات وتقنيات التحرير والانتاج: وهذه تتطلب مهارات لغوية وقدرة تعبيرية مؤثره، وكذلك المهارات الفنية، مثل الانتاج والتصوير والتعامل مع الكاميرا والمؤثرات الصوتية وغيرها.
- أن يكون ملما بوسائل الاعلام، من حيث انتشارها والجمهور الذي يتداولها، هذا الامر مهما عندما يريد ارسال رسالة، يحدد نوع الوسيلة فيما إذا كانت مقرؤه، أوبصرية، أو وسيلة للتواصل الاجتماعي، حتى تصل الى الفئة المستهدفة بيسر وسهولة
بناء علاقة أيجابية مع وسائل الاعلام والمجتمع:
من أجل أن يؤدي ضباط الشرطة دورهم في جفظ النظام وتطبيق القانون، لابد أن يتم توظيف وسائل الاعلام واستثمارها بشكل فعال ومؤثر، لتكون هذه الوسائل أداة للتواصل مع المجتمع، ينم من خلالها تحقيق الثقة والاحترام المتبادل المبني على المصداقية والوضوح، وهذا يتطلب:
- التعامل الايجابي مع وسائل الاعلام وممثليها، من خلال تفهم واجبات الاعلام ومتطلباته، وتسهيل مهام وسائل الاعلام بما يحقق الغايات المشتركة التي تصب في خدمة المجتمع.
- الرد على طلبات وسائل الاعلام سواء من خلال تنظيم اللقاءات أوتوفير المعلومات والبيانات التي تطلبها.
- تنظيم المؤتمرات الصحفية لاحاطة الجمهور ووسائل الاعلام بالتطورات التي تخص قضايا الرأي العام، أو تلك الاحداث التي تطفو على السطح.
- أيجاد حضور إعلامي دائم من خلال برامج ووسائل أعلامية ثابته ومعلومة من حيث البث ومواعيد الصدور حتى تكون متاحه ومعلومه للجمهور، بما في ذلك انشاء مواقع حسابات ضمن منصات التواصل الاجتماعي، بمختلف أنواعها.
- اعتماد تقارير ونشرات دورية، لإحاطة الجمهور بما تريد أجهزة الشرطة أيصاله من رسائل، معلومات، ارشادات أو تحذيرات، سواء من خلال البرامج الاذاعية والتلفزيونية، او الصحف والمجلات، بالاضافة الى الرسائل الالكترونية والرسائل النصية ومنصات التواصل الاجتماعي، هذا الامر في غاية الاهمية، لاياصل المعلومات أولا باول وقطع الطريق على المغرضين او المعلومات المضلله.
- أعداد ملفات، تتضمن البيانات والاحصاءات والصور والوثائق، لتكون جاهزه لتزويد وسائل الاعلام حول قضية ما، حتى تكون هي المادة الرئيسة ولتضييق الفرصة امام من يريد نشر ما يتعارض مع ذلك.
- الرصد الدائم لما ينشر في وسائل الاعلام، لمعرفة أتجاهات الراي العام، وملاحظات شكاوى وهموم الجمهور ومنطلباته، ليتسنى الرد عليها او معالجتها.