عاشت عمان في الحادي عشر من يناير من هذا العام حدثاً لن ينساه العمانيون، وهو وفاة أعز الرجال وأنقاهم، السلطان قابوس بن سعيد ــ رحمه الله ــ ، وخلف هذا الفقد حزناً واسعاً داخل عمان وخارجها، فالسلطان الراحل هو رمز النهضة العمانية، ومؤسسها، وراعيها، لمدة خمسة عقود غيرّت وجه عمان، وانتقلت عبرها من دولة تعيش في براثن الجهل والفقر والتخلف إلى نور العلم والتطور والانفتاح، وشهدت خلالها نهضة تنموية شاملة في جميع المجالات.
لقد رحل السلطان قابوس ــ طيب الله ثراه ــ وسلم راية عمان لجلالة السلطان هيثم بن طارق ــ حفظه الله ورعاه ــ الذي توسم فيه الخير والصفات والقدرات التي تؤهله لحمل الأمانة، وإكمال المسيرة، والمضي بعمان إلى مزيد من التطور والإنجازات، وقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق ــ أعزه الله ــ في خطابة الأول عزمه على السير وفق نهج السلطان الراحل على المستويين الداخلي والخارجي، كما أكد جلالته على اعتزازه بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد.
ولاشك أن شرطة عمان السلطانية حظيت بالدعم والرعاية في عهد السلطان الراحل، ولازالت تحظى بذات الدعم من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق ــ أيده الله ــ الأمر الذي مكنها من أداء أدوارها الأمنية بكفاءة عالية في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية النظام العام، وكفالة السكينة والطمأنينة في ربوع الوطن، وتقديم خدمات شرطية على مستوى عالٍ من الجودة والاتقان، مما جعلها اليوم شرطة عصرية متطورة تحظى بسمعة مشرّفه ومرموقة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتتبوأ مراكز متقدمة في العديد من التصنيفات الرسمية الدولية .
إن الأمن والاستقرار هو عماد السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي للدول، وهو الأساس لضمان استمرار الحياة الكريمة، وتحقيق التنمية المستدامة التي تضمن التقدم الاقتصادي والاجتماعي للشعوب، والحفاظ على مقومات البيئة من أجل مستقبل الأجيال القادمة، ولاشك أن شرطة عمان السلطانية بما يتوفر لها من إمكانيات ودعم كبيرين، قادرة على مواكبة المرحلة الجديدة في مسيرة الوطن، وتوفير البيئة الآمنة لضمان استمرار عجلة التقدم والنمو والازدهار، وصولا إلى تحقيق رؤية عمان 2040م.